السبت، 21 يوليو 2018
الجمعة، 20 يوليو 2018
الجزء الحادي عشر - الربع الرابع - الاعجاز العلمي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، و مع رحلة جديدة مشوقة من الاعجاز العلمي في القرآن الكريم هذا الربع
نبي أمي لا يقرأ و لا توجد في بيئته الجاهلية ما يقرأه من علوم الحضارة و علوم الكيمياء و الفلزات، و نشأتها و تكونها و أماكن تواجدها و حتي الارشاد إلي اكتشافها و النهي عن الافراط في استخراجها.
قال تعالي " إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (24)
ماء السماء "المطر" و ليس أي ماء اختلط بمحتويات التربة فأنتج ذهباً ،ذهبا؟؟؟ نعم ذهب.
عندما تري الأرض صفراء قاحلة و ينزل عليها الماء فتتحول إلا جنات من حقول الذرة الصفراء كالذهب تماما نسبحه وحده و نقدسه "سبحان الملك القدوس" .
هذه حقول القمح الذهبية
و رد في معجم المعاني الجامع " الزخرف يعني الذهب "
و حيث اننا في الاعجاز العلمي لابد و حتماً أن نكون ظاهري المذهب، حتي يثبت عكس ذلك و لا ضير للمعني العام الذي لابد و يصل الجميع ليسهل الفهم، لكن في مجال الاعجاز لابد و أخذ القرآن علي ظاهره حتي تستطيع أن تستخرج زخرفه و كنوزه و معانيه.
فالزخرف هنا هو الذهب بالمعني و الفهم و المدلول.
نعود للآيات، ماء نزل من السماء فاختلط بمحتويات الأرض فأخذت الارض زخرفها و انتجت ذهبها.
"هذه طريقة انتاج الذهب " .
هذا النبي الأمي في البيئة الصحراوية الذي لم ير الانهار يوما ما، الهم الا ان رآها في رحلة الشام في صغره، يحدثنا أين نبحث عن تواجد الزخرف " الذهب " و هو أصل مكان تكوينه في الأنهار و منابع الأنهار.
روى البخاري في صحيحه ( 8 / 100 )و مسلم ( برقم 2894 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو .
أين يوجد الذهب؟ في بطون الأنهار و قيعانها.
هلا بحثنا عن ذهب النيل في بطنه و قاعه و عند منابعه.
كيف تتم عملية استخراج الذهب من باطن الأرض ؟ • تسعة
شرح بشكل مبسط عملية استخراج الذهب من باطن الأرض والحصول عليه . مع تقديم بعض المعلومات الإضافية عن طبيعة الذهب وخواصه واستخداماته المختلفة حول العالم
https://www.ts3a.com/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b6/
هذه طريقة استخلاص الذهب قديما و حديثا من الطمي و مجاري الأنهار.
ستخراج معدن الذهب في أفغانستان
يستخدم مواطنون أفغان طرقا بدائية لاستخراج خامات الذهب من ضفاف الأنهر شرق أفغانستان. يأتي ذلك في وقت تعجز فيه الحكومة الأفغانية عن السيطرة على مناجم تزخر بأنو..
https://youtu.be/j37l40CpvJE
علمه ربه سبحانه فعلمنا صلي الله عليه و سلم كيف ينتج الذهب و أين يخزن و أي الاماكن نستخلص منه و أين كمياته الكبيرة "انها في قاع الأنهار " و علمنا أيضا متي نتركه و بالتالي النهي عن البحث عنه "في قاع الفرات"
لكن الاستفادة قائمة:
ندرس كيف يصنع الذهب من ماء المطر و التربة و الطمي.
نبحث في قاع الأنهار بالموجات الصوتية و الأقمار الصناعية و لا ننظر للفتات علي الضفاف.
يتبقي لنا في هذا الربع الجميل، عدة نقاط جديرة بالبحث و الدراسة و الاستنباط .
قوله تعالي"و إذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما.... "
لماذا هذه الاوضاع تحديدا. عند الخوف و الاضطراب و الدعاء؟
ثانيا : في قوله تعالي "جاءتهم ريح عاصف و جاءهم الموج من كل مكان "
الريح حتي لو كانت عاصفة فلها اتجاه محدد
كيف يكون الموج من كل الجهات؟
الخميس، 19 يوليو 2018
الجزء الحادي عشر - الربع الرابع - التفسير والمعاني
نشارك حضراتكم التفسير و المعاني للربع الأول كما يلي:
📌 معاني بعض الكلمات المختارة في الورد الأسبوعي
💎 آيات الورد الأسبوعي و يتبع كل منها تفسيرها من كتاب التفسير الميسر
💡ما تيسر من الوقفات التدبرية و التوجيهات التطبيقية من تطبيق القرآن تدبر و عمل
🎙 مقاطع صوتية من دروس التفسير للد. إبراهيم الشربيني
( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
يونس (11)
ولو يعجِّل الله للناس إجابة دعائهم في الشر كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة لهلكوا، فنترك الذين لا يخافون عقابنا، ولا يوقنون بالبعث والنشور في تمرُّدهم وعتوِّهم، يترددون حائرين.
*********************************************************
يونس (12)
وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا، على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء، كما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر، زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به.
السؤال : الإسراف يكون في إنفاق المال، ويكون في أعمّ من ذلك, بيِّن المعنى العام للإسراف.
(ما كانوا يعملون) من: الإعراض عن الذِّكر والدعاء، والانهماك في الشهوات.
والإسراف: مجاوزة الحد, وسمُّوا أولئك مسرفين لأن الله تعالى إنما أعطاهم القوى والمشاعر ليصرفوها إلى مصارفها، ويستعملوها فيما خُلِقت له من العلوم والأعمال الصالحة, وهم قد صرفوها إلى ما لا ينبغي مع أنها رأس مالهم.
(الألوسي:11/108.)
*********************************************************
يونس (13)
ولقد أهلكنا الأمم التي كذَّبت رسل الله من قبلكم -أيها المشركون بربهم- لـمَّا أشركوا، وجاءتهم رسلهم من عند الله بالمعجزات الواضحات والحجج التي تبين صدق مَن جاء بها، فلم تكن هذه الأمم التي أهلكناها لتصدق رسلها وتنقاد لها، فاستحقوا الهلاك، ومثل ذلك الإهلاك نجزي كل مجرم متجاوز حدود الله.
*********************************************************
يونس (14)
ثم جعلناكم -أيها الناس- خَلَفًا في الأرض من بعد القرون الـمُهْلَكة، لننظر كيف تعملون: أخيرًا أم شرًا، فنجازيكم بذلك حسب عملكم.
*********************************************************
( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
يونس (15)
وإذا تتلى على المشركين آيات الله التي أنزلناها إليك -أيها الرسول- واضحات، قال الذين لا يخافون الحساب، ولا يرجون الثواب، ولا يؤمنون بيوم البعث والنشور: ائت بقرآن غير هذا، أو بدِّل هذا القرآن: بأن تجعل الحلال حرامًا، والحرام حلالا والوعد وعيدًا، والوعيد وعدًا، وأن تُسْقط ما فيه مِن عيب آلهتنا وتسفيه أحلامنا، قل لهم -أيها الرسول-: إن ذلك ليس إليَّ، وإنما أتبع في كل ما آمركم به وأنهاكم عنه ما ينزله عليَّ ربي ويأمرني به، إني أخشى من الله -إن خالفت أمره- عذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة.
السؤال : ما سبب تعنت المنافقين والكفار ومواقفهم تجاه القضايا الإسلامية والشرعية؟
دل قوله: (قال الذين لا يرجون لقاءنا) الآية، أن الذي حملهم على هذا التعنت الذي صدر منهم هو عدم إيمانهم بلقاء الله، وعدم رجائه، وأن من آمن بلقاء الله فلا بد أن ينقاد لهذا الكتاب ويؤمن به؛ لأنه حسن القصد.
(السعدي:360.)
*********************************************************
قل لهم -أيها الرسول-: لو شاء الله ما تلوت هذا القرآن عليكم، ولا أعلمكم الله به، فاعلموا أنه الحق من الله، فإنكم تعلمون أنني مكثت فيكم زمنًا طويلا من قبل أن يوحيه إليَّ ربي، ومن قبل أن أتلوه عليكم، أفلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر؟
السؤال : ما المراد من إخبار النبي ﷺ قومه أنه قد لبث فيهم عمراً قبل البعثة؟
(فَقَدْ لَبِثْتُ فيكم عُمُراًً) طويلاً تعرفون حقيقة حالي بأني أمي؛ لا أقرأ، ولا أكتب، ولا أدرس، ولا أتعلم من أحد، فأتيتكم بكتاب عظيم أعجز الفصحاء، وأعيا العلماء، فهل يمكن مع هذا أن يكون من تلقاء نفسي، أم هذا دليل قاطع أنه تنْزيل من حكيم حميد؟! فلو أعملتم أفكاركم وعقولكم، وتدبرتم حالي وحال هذا الكتاب لجزمتم جزماً لا يقبل الريب بصدقه، وأنه الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، ولكن إذ أبيتم إلا التكذيب والعناد؛ فأنتم لا شك أنكم ظالمون.
(السعدي:360.)
*********************************************************
يونس (17)
لا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب أو كذَّب بآياته إنه لا ينجح مَن كذَّب أنبياء الله ورسله، ولا ينالون الفلاح.
*********************************************************
يونس (18)
ويعبد هؤلاء المشركون من دون الله ما لا يضرهم شيئًا، ولا ينفعهم في الدنيا والآخرة، ويقولون: إنما نعبدهم ليشفعوا لنا عند الله، قل لهم -أيها الرسول-: أتخبرون الله تعالى بشيء لا يعلمه مِن أمر هؤلاء الشفعاء في السموات أو في الأرض؟ فإنه لو كان فيهما شفعاء يشفعون لكم عنده لكان أعلم بهم منكم، فالله تعالى منزَّه عما يفعله هؤلاء المشركون من إشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع.
*********************************************************
( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )
يونس (19)
كان الناس على دين واحد وهو الإسلام، ثم اختلفوا بعد ذلك، فكفر بعضهم، وثبت بعضهم على الحق. ولولا كلمة سبقت من الله بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقُضِيَ بينهم: بأن يُهْلك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق.
*********************************************************
يونس (20)
ويقول هؤلاء الكفرة المعاندون: هلاَّ أُنزل على محمد علم ودليل، وآية حسية من ربه نعلم بها أنه على حق فيما يقول، فقل لهم -أيها الرسول-: لا يعلم الغيب أحد إلا الله، فإن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، فانتظروا -أيها القوم- قضاء الله بيننا وبينكم بتعجيل عقوبته للمبطل منا، ونصرة صاحب الحق، إني منتظر ذلك.
السؤال : لماذا لم يستجب الله تعالى لطلبات المشركين في حصول الآيات التي تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ولو علم الله منهم أنهم سألوا لك استرشاداً وتثبتاً لأجابهم، ولكن علم أنهم إنما يسألون عناداً وتعنتاً؛ فتركهم فيما رابهم.
(ابن كثير:2/394.)
*********************************************************
( وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ )
يونس (21)
وإذا أذقنا المشركين يسرًا وفرجًا ورخاءً بعد عسر وشدة وكرب أصابهم، إذا هم يكذِّبون، ويستهزئون بآيات الله، قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المستهزئين: الله أسرع مكرًا واستدراجًا وعقوبة لكم. إن حَفَظَتَنا الذين نرسلهم إليكم يكتبون عليكم ما تمكرون في آياتنا، ثم نحاسبكم على ذلك.
سؤال: ترشدنا الآية القرآنية والحديث النبوي إلى أدب التحدث عن الله عز وجل, بيِّن ذلك
وإسناد المساس إلى الضراء بعد إسناد الإذاقة إلى ضمير الجلالة من الآداب القرآنية, كما في قوله تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين) [الشعراء: 80]، ونظائره, وينبغي التأدب في ذلك؛ ففي الخبر: (اللهم إن الخير بيديك والشر ليس إليك).
(الألوسي:11/124.)
*********************************************************
يونس (22)
هو الذي يسيِّركم -أيها الناس- في البر على الدواب وغيرها، وفي البحر في السُّفُن، حتى إذا كنتم فيها وجرت بريح طيبة، وفرح ركاب السفن بالريح الطيبة، جاءت هذه السفنَ ريحٌ شديدة، وجاء الركابَ الموجُ (وهو ما ارتفع من الماء) من كل مكان، وأيقنوا أن الهلاك قد أحاط بهم، أخلصوا الدعاء لله وحده، وتركوا ما كانوا يعبدون، وقالوا: لئن أنجيتنا من هذه الشدة التي نحن فيها لنكونن من الشاكرين لك على نِعَمك.
السؤال : هل يجيب الله تعالى دعاء المضطر الكافر؟ ولماذا؟
المضطر يجاب دعاؤه، وإن كان كافراً؛ لانقطاع الأسباب، ورجوعه إلى الواحد رب الأرباب .
(القرطبي:10/475.)
*********************************************************
يونس (23)
فلما أنجاهم الله من الشدائد والأهوال إذا هم يعملون في الأرض بالفساد وبالمعاصي. يا أيها الناس إنما وَبالُ بغيكم راجع على أنفسكم، لكم متاع في الحياة الدنيا الزائلة، ثم إلينا مصيركم ومرجعكم، فنخبركم بجميع أعمالكم، ونحاسبكم عليها.
*********************************************************
يونس (24)
إنما مثل الحياة الدنيا وما تتفاخرون به فيها من زينة وأموال، كمثل مطر أنزلناه من السماء إلى الأرض، فنبتت به أنواع من النبات مختلط بعضها ببعض مما يقتات به الناس من الثمار، وما تأكله الحيوانات من النبات، حتى إذا ظهر حُسْنُ هذه الأرض وبهاؤها، وظن أهل هذه الأرض أنهم قادرون على حصادها والانتفاع بها، جاءها أمرنا وقضاؤنا بهلاك ما عليها من النبات، والزينة إما ليلا وإما نهارًا، فجعلنا هذه النباتات والأشجار محصودة مقطوعة لا شيء فيها، كأن لم تكن تلك الزروع والنباتات قائمة قبل ذلك على وجه الأرض، فكذلك يأتي الفناء على ما تتباهَون به من دنياكم وزخارفها فيفنيها الله ويهلكها. وكما بيَّنا لكم -أيها الناس- مَثَلَ هذه الدنيا وعرَّفناكم بحقيقتها، نبيِّن حججنا وأدلتنا لقوم يتفكرون في آيات الله، ويتدبرون ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
السؤال : في هذه الآية تزهيد في جميع المعاصي ومتع الحياة الدنيا، وضِّح ذلك.
قال قتادة: (كأن لم تغن): «كأن لم تنعم». وهكذا الأمور بعد زوالها: كأنها لم تكن؛ ولهذا جاء في الحديث: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا، فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل رأيت خيرا قط؟ [هل مر بك نعيم قط؟] فيقول: لا، ويؤتى بأشد الناس عذابا في الدنيا، فيغمس في النعيم غمسة، ثم يقال له: هل رأيت بؤسا قط؟ فيقول: لا).
(ابن كثير:2/395.)
*********************************************************
يونس (25)
والله يدعوكم إلى جناته التي أعدها لأوليائه، ويهدي مَن يشاء مِن خَلْقه، فيوفقه لإصابة الطريق المستقيم، وهو الإسلام.
*********************************************************
مع بعض التوجيهات
*********************************************************
الجزء الحادي عشر - الربع الثالث - الاحكام الفقهية
قول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة 132].
لما أراد الله أن ينفر المسلمون جميعاً إلى الجهاد والحرب ولا يتخلف منهم متخلف، وعاتب المتخلفين منهم وعابهم في الآية بقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [التوبة: 120]، أرشدنا سبحانه وتعالى إلى جهاد آخر غير جهاد الحرب، وغير جهاد الطعن والضرب، وهو الجهاد العلمي، ذلك الجهاد الذي ينير الفكر، ويوقد الذهن، ويجلو العقل، وهذا الجهاد أشد وأقوى من ضرب السيف وطعن الرمح.
دعانا سبحانه وتعالى إلى جهاد التعلم والطلب، جهاد التعليم والإرشاد، جهاد التحذير والإنذار، جهاد الحذر والتأهب والاستعداد، دعا سبحانه وتعالى إلى الجهاد العلمي بلهجة شديدة قوية، فأتى بصيغة التحضيض الدالة على الطلب بحث وإزعاج، وجاء بصيغة "النفر" الدالة على الإسراع إلى الشيء لأهمية هذا المقام، ودفعاً للناس للاعتناء بهذه المهمة؛ وقد علل سبحانه النفر بالتفقه في الدين، وعلل التفقه بالإنذار وعلل الإنذار بالحذر لتستنتج من هذه الآية ثلاثة أمور
- وجوب الإسراع لتخصيص طائفة للتفقه في الدين.
- وجوب إنذار المتفقهين في الدين للناس.
- إطاعة الناس للمنذرين، وهم الفقهاء، وعملهم بما يقولون وينذرونهم به، وتأهبهم واستعدادهم لذلك.
وهذه الآية الكريمة غاية في الحث على طلب العلم وعلى التعلم والتعليم والإرشاد والإنذار، لأن تقدم الأمم وتأخرها منوط بهذه المسألة المهمة، فإذا وجد في الأمة المتعلمون المخلصون، فعلموا أفراد الأمة وأنذروهم من الوقوع في المهالك، وحذروهم المسالك الوعرة، وفقهوهم أمور دينهم، وفهموهم أسرار الشريعة ومقاصدها، فحينئذ تتوقى الأمة الوقوع في المهالك والأخطار، وإذا فقدت الأمة الفقهاء والحكماء والمرشدين، تسلط عليها سفهاؤها، فسلكوا بها المسالك المهلكة، فهلكوا وأهلكوا، وضلوا وأضلوا، ومن كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فمن سوده قومه على الفقه كان فلاحاً له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم).
وسوف نبين على عجالة بعض أحكام العلم من خلال هذه الآية على نحو ما يأتي:
أولا: تعريف طلب العلم.
الطلب في اللغة: محاولة وجدان الشيء وأخذه. ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن المعنى اللغوي.
والعلم: لغة اليقين، ويأتي بمعنى المعرفة.
واصطلاحا اختلفوا في تعريفه: فتارة عرفوه بأنه معرفة الشيء على ما هو به، وهذا علم المخلوقين، وأما علم الخالق فهو الإحاطة والخبر على ما هو به.
ثانيا: فضل طلب العلم.
والذي يعنينا هو العلم الشرعي، والمراد به: علم ما أنزل الله على رسوله من البيانات والهدى، فالعلم الذي فيه الثناء والمدح هو علم الوحي، علم ما أنزله الله فقط قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» (البخاري، كتاب العلم، باب: «من يرد الله به خيرًا»، ومسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (أبو داود، كتاب العلم، باب: الحث على طلب العلم، والترمذي، كتاب العلم، باب: ما جاء في فضل الفقه على العبادة).
ومن المعلوم أن الذي ورثه الأنبياء إنما هو علم شريعة الله عز وجل وليس غيره.
ومن أهم فضائل العلم ما يلي:
1- أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهمًاَ ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء، فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمدًا صلى الله عليه وسلم وهذا من أكثر الفضائل.
2- أنه يبقى والمالي يفنى، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه وأسألكم بالله هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا؟ نعم يجري كثيرًا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (أخرجه مسلم، كتاب الوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته).
3- أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة؛ لأنه إذا رزقك الله علمًا فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارس لك؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله عز وجل فالعلم يحرسك، ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.
4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق، والدليل قوله تعالي: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران من الآية:18].
فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: {وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله عز وجل.
5- أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء من الآية:59].
فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.
6- أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية رضى الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» (رواه البخاري، كتاب العلم، باب: «من يرد الله به خيرًا ومسلم»، كتاب الزكاة، باب: النهي عن المسألة).
وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال القاضي عياض رحمه الله: أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيئ من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما: طلب العلم والعمل به، والتاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها» (أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، ومسلم، كتاب الصلاة، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه).
8- ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هُدى الله الذي أُرسِلتُ به» (أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: فضل من علم وعمل، ومسلم، كتاب الفضائل، باب: مثل ما بُعِثَ به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم).
9- أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» (أخرجه مسلم، كتاب الدعوات، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن).
10- ما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين». أي يجعله فقيهًا في دين الله عز وجل، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله عز وجل.
ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملًا في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
11- أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
12- أن العالِم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفي على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة؟ فكان العابد استعظم الأمر فقال: لا. فقتله فأتم به المائة، ثم ذهب إلى عالِم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لا شيء يحول بينه وبين التوبة، ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها، فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق. والقصة مشهورة (أخرجها البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر من بني إسرائيل، ومسلم، كتاب التوبة، باب: قبول توبة القاتل). فانظر الفرق بين العالِم والجاهل.
13- أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله عز وجل والعمل بما علموا، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده بحسب ما قاموا به؛ قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة من الآية:11].
الفصل الثالث: حكم طلب العلم طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجبًا على الإنسان عينًا أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة، وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يشعر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حال طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي.
ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس، فهذه ثلاثة أمور كلها تحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم.
أولًا: بدع بدأت تظهر شرورها.
ثانيًا: أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم.
ثالثًا: جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم.
فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله لأن كثيرًا من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله.
ثالثا: حكم طلب العلم.
العلم إما أن يكون شرعيا، وهو المستفاد من الشرع، أو غير شرعي.
أ – طلب العلوم الشرعية:
طلب العلوم الشرعية مطلوب من حيث الجملة، ويختلف حكم طلبها باختلاف الحاجة إليها.
فمنها ما طلبه فرض عين، وهو تعلم المكلف ما لا يتأدى الواجب الذي تعين عليه فعله إلا به، ككيفية الوضوء والصلاة ونحوها، وحمل عليه بعضهم حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، قال النووي: وهذا الحديث وإن لم يكن ثابتا فمعناه صحيح.
والعلم الشرعي الذي هو فقه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فإما أن يكون وسيلة إلى خير أو وسيلة إلى شر، فيكون حكمه بحسب ما يكون وسيلة إليه.
الفصل الثاني: فضائل العلم لقد مدح الله سبحانه وتعالى العلم وأهله، وحثَ عباده على العلم والتزود منه وكذلك السنة المطهرة.
فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أفضل وأجلَ العبادات، عبادات التطوع، لأنه نوع من الجهاد في سبيل الله، فإن دين الله عز وجل إنما قام بأمرين:
أحدهما: العلم والبرهان.
والثاني: القتال والسنان، فلا بد من هذين الأمرين، ولا يمكن أن يقوم دين الله ويظهر إلا بهما جميعًا، والأول منهما مقدًم على الثاني، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيٌر على قوم حتى تبلغهم الدعوة إلى الله عز وجل فيكون العلم قد سبق القتال.
قال تعالي: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر من الآية:9]
فالاستفهام هنا لا بد فيه من مقابل أمن هو قائم قانت آناء الليل والنهار أي كمن ليس كذلك، والطرف الثاني المفضل عليه محذوف للعلم به، فهل يستوي من هو قانت آناء الليل ساجدًا أو قائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، هل يستوي هو ومن هو مستكبر عن طاعة الله؟ الجواب: لا يستوي فهذا الذي هو قانت يرجو ثواب الله ويحذر الآخرة هل فعلُهُ ذلك عن علم أو عن جهل؟ الجواب: عن علم، ولذلك قال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر من الآية:9].
لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، كما لا يستوي الحي والميت، والسميع والأصم، والبصير والأعمى، العلم نور يهتدي به الإنسان، ويخرج به من الظلمات إلى النور، العلم يرفع الله به من يشاء من خلقه {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة من الآية:11].
ولهذا؛ نجد أن أهل العلم محل الثناء، كلما ذُكروا أثنى الناس عليهم، وهذا رفع لهم في الدنيا، أما في الآخرة فإنهم يرتفعون درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله والعمل بما علموا. إن العابد حقًا هو الذي يعبد ربه على بصيرة ويتبين له الحق، وهذه سبيل النبي صلى الله عليه وسلم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} [يوسف من الآية:108].
فالإنسان الذي يتطهر وهو يعلم أنه على طريق شرعي، هل هو كالذي يتطهر من أجل أنه رأى أباه أو أمه يتطهران؟ أيهما أبلغ في تحقيق العبادة؟ رجل يتطهر لأنه علم أن الله أمر بالطهارة وأنها هي طهارة النبي صلى الله عليه وسلم فيتطهر امتثالًا لأمر الله واتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم رجل آخر يتطهر لأن هذا هو المعتاد عنده؟ فالجواب: بلا شك أن الأول هو الذي يعبد الله على بصيرة. فهل يستوي هذا وذاك؟ وإن كان فعل كل منهما واحدًا، لكن هذا عن علم وبصيرة يرجو الله عز وجل ويحذر الآخرة ويشعر بأنه متبع للرسول صلى الله عليه وسلم
ثم إن هذه الأشياء لا يجب طلبها إلا بعد وجوبها، ويجب من ذلك كله ما يتوقف أداء الواجب عليه غالبا دون ما يطرأ نادرا، فإن وقع وجب التعلم حينئذ، فيجب على من أراد البيع أن يتعلم أحكام ما يقدم عليه من المبايعات، كما يجب معرفة ما يحل وما يحرم من المأكول والمشروب، والملبوس، ونحوها مما لا غني له عنه غالبا، وكذلك أحكام عشرة النساء إن كان له زوجة، ثم إذا كان الواجب على الفور كان تعلم الكيفية على الفور وإن كان على التراخي كالحج فعلى التراخي عند من يقول بذلك.
ومنها ما طلبه فرض كفاية، وهو تحصيل مالا بد للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية كحفظ القرآن، والأحاديث، وعلومهما، والأصول، والفقه، والنحو، واللغة، والتصريف، ومعرفة رواة الحديث، والإجماع، والخلاف.
والمراد بفرض الكفاية تحصيل ذلك الشيء من المكلفين به أو بعضهم، ويعم وجوبه جميع المخاطبين به، فإذا فعله من تحصل به الكفاية سقط الحرج عن الباقين، وإذا قام به جمع تحصل الكفاية ببعضهم فكلهم سواء في حكم القيام بالفرض في الثواب وغيره، فإذا يقع فرض كفاية، ولو أطبقوا كلهم على تركه أثم كل من لا عذر له ممن علم ذلك وأمكنه القيام به.
ومنها ما طلبه نفل، كالتبحر في أصول الأدلة والإمعان فيما وراء القدر الذي يحصل به فرض الكفاية.
ب: طلب العلوم غير الشرعية:
يعتري طلب العلوم غير الشرعية الأحكام التكليفية الخمسة، إذ منها ما طلبه فرض كفاية، كالعلوم التي لا يستغني عنها في قوام أمر الدنيا، كالطب، إذ هو ضروري لبقاء الأبدان، والحساب، فإنه ضروري في المعاملات، وقسمة الوصايا والمواريث وغيرها.
ومنها ما يعد طلبه فضيلة وهو التعمق في دقائق الحساب، والطب، وغير ذلك مما يستغنى عنه، ولكنه يفيد زيادة قوة في القدر المحتاج إليه. ومنها ما طلبه محرم، كطلب تعلم السحر والشعوذة، والتنجيم، وكل ما كان سببا لإثارة الشكوك، ويتفاوت في التحريم.
الجزء الحادي عشر - الربع الثالث - الاعجاز العلمي
قال تعالى " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)
آية من سطرين فيها من الاعجاز ما أعجز البشرية عن فهمه من قبل و اليوم و غدا.
الشمس و القمر لا نراهما إلا مضاءين، فلماذا فرق البديع في الوصف، الشمس ضياء و القمر نور؟
لم ينته الاعجاز في الآية فيتبعه اعجاز آخر، و هو ذكره و تحديده و قصره، سبحانه، علي القمر في حساب السنين و الشهور و التقويم، علي الرغم من توه فضل الشمس علي القمر بكونه منير مضئ و القمر منير فقط، فيتجاهل الشمس أساساً في مجال الحساب و التقويم و حصره للتقويم القمري.
الفرق بين ضياء الشمس- و نور القمر: لفضيلة الشيخ الشعراوى
صفحة /خواطر الشيخ الشعراوى/فيس بوك https://www.facebook.com/pages/%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B
...
https://youtu.be/GIO72Dk_nHU
{ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ..} د. زغلول النجار
برنامج سلسلة التفسير العلمي للقرآن الكريم _-_ الدكتور زغلول النجار (حفظه الله وبارك له في علمه وعمره) { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ..} يونس 5 (28-11...
https://youtu.be/T3uIKSaYNx8
الاثنين، 16 يوليو 2018
الجزء الحادي عشر - الربع الثالث - التفسير والمعاني
نشارك حضراتكم التفسير و المعاني للربع الثاني من الجزء الحادي عشر كما يلي:
📌 معاني بعض الكلمات المختارة في الورد الأسبوعي
💎 آيات الورد الأسبوعي و يتبع كل منها تفسيرها من كتاب التفسير الميسر
💡ما تيسر من الوقفات التدبرية و التوجيهات التطبيقية من تطبيق القرآن تدبر و عمل
🎙 المقاطع صوتية من دروس التفسير لد. إبراهيم الشربيني
( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )
التوبة (122)
وما كان ينبغي للمؤمنين أن يخرجوا جميعًا لقتال عدوِّهم، كما لا يستقيم لهم أن يقعدوا جميعًا، فهلا خرج من كل فرقة جماعة تحصل بهم الكفاية والمقصود؛ وذلك ليتفقه النافرون في دين الله وما أنزل على رسوله، وينذروا قومهم بما تعلموه عند رجوعهم إليهم، لعلهم يحذرون عذاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
السؤال : ما رأيك في العلم الذي لا يَتبعُه خوفٌ من الله تعالى؟
ثم بين غاية العلم؛ مشيراً إلى أنَّ مَن جعل له غاية غيرها مِن ترفع أو افتخار فقد ضلَّ ضلالاً كبيراً؛ فقال موجباً لقبول خَبَر مَن بلغهم: (لعلهم) أي كلهم (يحذرون) أي: ليكون حالهم حال أهل الخوف من الله بما حصلوا من الفقه؛ لأنه أصل كل خير؛ به تنجلي القلوب فتُقبِل على الخير، وتُعرِض عن الشر...
والمراد بالفقه هنا: حفظ الكتاب والسنة، وفهم معانيهما من: الأصول، والفروع، والآداب، والفضائل.
(البقاعي:3/403.)
السؤال : هذه الآية أساسٌ في علم إدارة الأعمال، وضِّح ذلك.
في هذه الآية أيضاً دليل، وإرشاد، وتنبيه لطيف لفائدة مهمة؛ وهي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها؛ لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصداً واحداً؛ وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب؛ فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور.
(السعدي:355.)
السؤال : ما الطريقة المثلى لإفادة طالب العلم من علمه الذي حصله؟
من تعلم علماً فعليه نشره، وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه؛ فإن انتشار العلم عن العالم من بركته وأجره الذي يُنَمَّى له، وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟! وأي نتيجة نتجت من علمه؟! وغايته أن يموت فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان لمن آتاه الله علماً، ومنحه فهماً.
(السعدي:355.)
**********************************************************
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
التوبة (123)
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ابدؤوا بقتال الأقرب فالأقرب إلى دار الإسلام من الكفار، وليجد الكفار فيكم غِلْظة وشدة، واعلموا أن الله مع المتقين بتأييده ونصره.
السؤال : ما المقصد من أمر المجاهدين بالغلظة على المشركين؟
والمقصد من ذلك: إلقاءُ الرعب في قلوب الأعداء؛ حتى يخشوا عاقبة التصدي لقتال المسلمين.
(ابن عاشور:11/63.)
**********************************************************
التوبة (124)
وإذا ما أنزل الله سورة من سور القرآن على رسوله، فمِن هؤلاء المنافقين من يقول: -إنكارًا واستهزاءً- أيُّكم زادته هذه السورة تصديقًا بالله وآياته؟ فأما الذين آمنوا بالله ورسوله فزادهم نزول السورة إيمانًا بالعلم بها وتدبرها واعتقادها والعمل بها، وهم يفرحون بما أعطاهم الله من الإيمان واليقين.
**********************************************************
التوبة (125)
وأما الذين في قلوبهم نفاق وشك في دين الله، فإن نزول السورة يزيدهم نفاقًا وشكًا إلى ما هم عليه من قبلُ من النفاق والشك، وهلك هؤلاء وهم جاحدون بالله وآياته.
**********************************************************
التوبة (126)
أولا يرى المنافقون أن الله يبتليهم بالقحط والشدة، وبإظهار ما يبطنون من النفاق مرة أو مرتين في كل عام؟ ثم هم مع ذلك لا يتوبون مِن كفرهم ونفاقهم، ولا هم يتعظون ولا يتذكرون بما يعاينون من آيات الله.
**********************************************************
التوبة (127)
وإذا ما أُنزلت سورة تغَامَزَ المنافقون بالعيون إنكارًا لنزولها وسخرية وغيظًا؛ لِمَا نزل فيها مِن ذِكْر عيوبهم وأفعالهم، ثم يقولون: هل يراكم من أحد إن قمتم من عند الرسول؟ فإن لم يرهم أحد قاموا وانصرفوا من عنده عليه الصلاة والسلام مخافة الفضيحة. صرف الله قلوبهم عن الإيمان؛ بسبب أنهم لا يفهمون ولا يتدبرون.
**********************************************************
التوبة (128)
لقد جاءكم أيها المؤمنون رسول من قومكم، يشق عليه ما تلقون من المكروه والعنت، حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم، وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة.
**********************************************************
التوبة (129)
فإن أعرض المشركون والمنافقون عن الإيمان بك -أيها الرسول- فقل لهم: حسبي الله، يكفيني جميع ما أهمَّني، لا معبود بحق إلا هو، عليه اعتمدت، وإليه فَوَّضْتُ جميع أموري؛ فإنه ناصري ومعيني، وهو رب العرش العظيم، الذي هو أعظم المخلوقات.
السؤال : لم كان في الآية تنويه بفضل لفظ الدعاء الوارد فيها؟
وهذه الآية تفيد التنويه بهذه الكلمة المباركة؛ لأنه أمر بأن يقول هذه الكلمة بعيْنِها، ولم يؤمَر بمجرد التوكل.
(ابن عاشور:11/74.)
**********************************************************
يونس (1)
(الر) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.
**********************************************************
يونس (2)
أكان أمرًا عجبًا للناس إنزالنا الوحي بالقرآن على رجل منهم ينذرهم عقاب الله، ويبشِّر الذين آمنوا بالله ورسله أن لهم أجرًا حسنًا بما قدَّموا من صالح الأعمال؟ فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي الله وتلاه عليهم، قال المنكرون: إنَّ محمدًا ساحر، وما جاء به سحر ظاهر البطلان.
**********************************************************
يونس (3)
إن ربكم الله الذي أوجد السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى -أي علا وارتفع- على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته، يدبر أمور خلقه، لا يضادُّه في قضائه أحد، ولا يشفع عنده شافع يوم القيامة إلا من بعد أن يأذن له بالشفاعة، فاعبدوا الله ربكم المتصف بهذه الصفات، وأخلصوا له العبادة. أفلا تتعظون وتعتبرون بهذه الآيات والحجج؟
السؤال : يشترط للشفاعة شرطان، ما هما؟
فلا يقدم أحد منهم على الشفاعة -ولو كان أفضل الخلق- حتى يأذن الله، ولا يأذن إلا لمن ارتضى، ولا يرتضي إلا أهل الإخلاص والتوحيد له.
(السعدي: 357.)
**********************************************************
يونس (4)
إلى ربكم معادكم يوم القيامة جميعًا، وهذا وعد الله الحق، هو الذي يبدأ إيجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت، فيوجده حيًا كهيئته الأولى، ليجزي مَن صَدَّق الله ورسوله، وعمل الأعمال الحسنة أحسن الجزاء بالعدل. والذين جحدوا وحدانية الله ورسالة رسوله لهم شراب من ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ويقطِّع الأمعاء، ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم.
السؤال : ما الحكمة من بعث الناس بعد الموت؟
(بالقسط): أي: بالعدل؛ بيان لعلة الحياة بعد الموت؛ إذ هذه الدار دار عمل، والآخرة دار جزاء على هذا العمل؛ فلذا كان البعث واجباً حتماً لا بد منه.
(الجزائري:2/448.)
**********************************************************
يونس (5)
الله هو الذي جعل الشمس ضياء، وجعل القمر نورًا، وقدَّر القمر منازل، فبالشمس تعرف الأيام، وبالقمر تعرف الشهور والأعوام، ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة، ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه، يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق.
**********************************************************
يونس (6)
إن في تعاقب الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض من عجائب الخلق وما فيهما من إبداع ونظام، لأدلة وحججًا واضحة لقوم يخشون عقاب الله وسخطه وعذابه.
السؤال : ما أهمية التفكر والتدبر في مخلوقات الله الكونية؟
في هذه الآيات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله، والنظر فيها بعين الاعتبار؛ فإن بذلك تنفتح البصيرة، ويزداد الإيمان والعقل، وتقوى القريحة، وفي إهمال ذلك تهاون بما أمر الله به، وإغلاق لزيادة الإيمان، وجمود للذهن والقريحة.
(السعدي:358.)
**********************************************************
يونس (7)
إن الذين لا يطمعون في لقائنا في الآخرة للحساب، وما يتلوه من الجزاء على الأعمال لإنكارهم البعث، ورضوا بالحياة الدنيا عوضًا عن الآخرة، وركنوا إليها، والذين هم عن آياتنا الكونية والشرعية ساهون.
**********************************************************
يونس (8)
أولئك مقرُّهم نار جهنم في الآخرة؛ جزاء بما كانوا يكسبون في دنياهم من الآثام والخطايا.
**********************************************************
يونس (9)
إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات يدلهم ربهم إلى طريق الجنة ويوفقهم إلى العمل الموصل إليه؛ بسبب إيمانهم، ثم يثيبهم بدخول الجنة وإحلال رضوانه عليهم، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم.
**********************************************************
يونس (10)
دعاؤهم في الجنة التسبيح (سبحانك اللهم)، وتحية الله وملائكته لهم، وتحية بعضهم بعضًا في الجنة (سلام)، وآخر دعائهم قولهم: "الحمد لله رب العالمين" أي: الشكر والثناء لله خالق المخلوقات ومربِّيها بنعمه.
**********************************************************
مع بعض التوجيهات
**********************************************************
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)