الحمد لله الذي جعل هذا القرآن مليئاً
بالمعجزات، وصلى الله على من كان القرآن خلقَه ومنهجه وإمامه، وعلى آله وأصحابه
وسلّم تسليماً كثيراً.
وبعد
فقد ثبُت علمياً وبما لا يقبل الجدل
أن القرآن العظيم تحدّث عن العديد من الحقائق العلمية والكونية قبل أن يكتشفها
العلم الحديث بقرون عديدة
وسوف نعيش من خلال رحلتنا التالية مع
بعض الحقائق التي أخبر عنها القرآن الكريم في علوم البحار والجبال والفلك والأرض
والسحاب والرياح والطب والنبات.
وسوف نعرضها مقسمة على أرباع القران
الكريم ونرى بأن القرآن تحدث عن هذه الحقائق بلغة علمية دقيقة وتعابير لغوية محكمة
تدل على أن هذا القرآن كلام الله الحقّ، وأن محمّداً عليه صلوات الله وسلامه
لاينطق عن الهوى، بل هو رسول الله إلى الناس كافة.
ويجب أن نتذكر دائماً أن الإعجاز
العلمي ليس هدفاً بحدّ ذاته، إنما الهدف هو زيادة التثبيت اليقيني بالله عزّ وجلّ،
وزيادة الخوف والخشوع أمام عَظَمَة كتاب الله تعالى، الذي قال عنه: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ
لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
[الحشر: 21].
يقول ابن القيم " الطب نوعان، طب
أبدان و هو ما يمارسه جميع الأطباء و طب أرواح" فمن كان حاذق في أحدهما و جاهل
بالآخر فهو نصف طبيب، تخيل لو بلغت من الطب مداه و جهلت طب الارواح فأنت نصف طبيب.
و فاتحة الكتاب لا ريب تكفي من الأمراض الروحية و النفسية، لكن هل تشارك في علاج
البدنية منها؟ هذا ما ندعو الأطباء لدراسته و اثباته دراسة علمية ممنهجة.
القواعد العامة لمجموعة الاعجاز في المقرأة :
أولا :
الحقائق العلمية ظنية و كلمات القرآن العظيم
يقينية محكمة فلا نخضع اليقيني للظني.
هذا في أي نقل عن الاعجاز العلمي أو اكتشاف شخصي
أو طرح فكرة اعجاز، بمعني أي مادة سننشرها لابد أن تخضع للنقد الشخصي للناشر فمثلا
نجد بوست أو فيديو يتكلم عن الاعجاز العددي في القرآن و المتحدث يقول العدد كذا و
كذا يساوي كذا ما شاء الله هل رأيتم الاعجاز، هنا لابد من متابعته و الحساب خلفه
حتي نتيقن من طريقة الحساب أولا هي صحيحة أم لا؟ و بعد التاكد لماذا اختار هذه
الحروف و لم يختر غيرها؟
ثانيا :
نحن أمة الدليل و أمة السند و
التحقيق و الرواة فلا ينقل أحدنا مثلا خبر عن أناس في الاعجاز العلمي بدون المصدر،
مرجع علمي موثق منشور، أو كما يقول الأطباء
refrances and guidelines.
ثالثا :
الأصل في الاعجاز العلمي التكذيب
لن أكون مخطئا حتي يثبت لي عكس ذلك، كما كان يفعل عمر بن الخطاب ما من يروي حديثا
عن المصطفي صلي الله عليه و سلم فإما الدليل أو سوط في ظهر القائل و هو متأكد من
عدالة القائل
رابعا :
مع ذلك فنريد ابداع و اطلاق
العنان للتفكر الفردي و الجماعي و النقاش حتي نستشرف الاشارة العلمية في القرآن و
الحديث،
فلا تتحرج أبدا أن تقول "أشعر
باعجاز علمي في هذه الآية أو تلك لكني لا أصل اليه " فرب مبلغ أوعي من سامع
فيعرفه غيرنا ونصل الي الاعجاز الغائب
خامسا:
لو أطلقت لنفسك العنان و توصلت
لشئ حاول أن تجمع كل المعلومات عنه و توثق الحقائق و تعرضها و تفتح باب النقاش و
ترد علي المناقشين و المنتقدين بكل حب و صدق و اخلاص للوصول للحقيقة.
هذه مقدمة ضرورية نظرا لأهمية الأمر.
وآخر دعوانا أن الحمد
لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق