الخميس، 11 يناير 2018

الجزء الثامن - الربع السابع - الاعجاز العلمي



رجل أمي عاش اربعين عاماً في الصحراء، لم يدرس شيئا، لا يقرأ و لا يكتب و لا توجد في قبيلته مدرسة و لا حتي كتاب، و قومه في علوم الدنيا صفر، ثم جلس إلي قومه فجأة يحدثهم عن التاريخ و الجغرافيا و المعادن و المناخ و الفلك و الطب و كافة العلوم حتي علوم الذرة تكلم فيها بأحسن ما يتكلم به أساتذة هارفارد بل فاق علماء ناسا أنفسهم، هل يعقل هذا؟

لا يعقل الا بوحي من الخالق سبحانه الذي يعلم كل الخلائق "ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير " كيف للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث عن الرياح و صناعة السحاب و طريقة نزول المطر و احياء الارض بانباتها بأدق تفاصيل العلم الحديث و ما بعده؟

انه رسول الله و الكلام كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.

قال تعالي " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
***********************
في المقال التالي للدكتور حيدر يعرض لنا صور من الاعجاز العلمي لوصف الظواهر الطبيعية من رياح و سحاب و مطر، ذكرها القرآن في زمن ما كان لهذا العلم مكان و لا معني ،و لو تكلم به فليسوف عصره لاتهموه بالهرطقة و الجنون.


الرياح بشرا والريح عذابا

قال تعالي " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)

في الآيات أمور جمه وإعجازات رائعة أولها استعمال الحق تعالى لكلمة الرياح فهي عندما ترد في القرآن دوما تعني الرحمة فالرياح في القرآن الكريم دوما تدل على ما سيأتي من النعم على يديها بفضل الله
أما الريح بالمفرد في القرآن الكريم فهي دوما تعني انها ستأتي بالعذاب

كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشر أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشرات كما في قوله تعالى في سورة الأعراف
" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)

وورد في سورة سورة الحجر 
"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ "(22)

وفي سورة سبأ
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ" (12)

استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لأن الله سخرها لسليمان يتصرف بها كيف يشاء.

اليكم مقطع الفيديو التالي لشيخنا النابلسي:
https://www.youtube.com/watch?v=gajBGsIPrUw

والتالي لشيخنا الشعرواي:
https://www.youtube.com/watch?v=vH1r0_lmXzM

وهو هام جدا وفيه تفصيل فالريح في اللغة تأتي من جهة واحدة ومن هنا يكون التدمير 

فالريح تأتي من جهة واحدة بينما الرياح بينها تنظيم أي انها تأتي من جهات مختلفة فيكون بينها توازن يسبب بقاء الشيء المعرض لها فيسبب العمار لا الدمار..

ومن هنا كانت الرياح بشرا أي فيها بشارة الغيث والخير

لنمر مرورا سريعا على تفسير الآيات
في القرطبي:
حيث ورد في تفسير الآيات في القرطبي:
قوله تعالى " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)

قوله تعالى "وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " عطف على قوله " يغشي الليل النهار" 
ذكر شيئا آخر من نعمه ، ودل على وحدانيته وثبوت إلهيته .
وقد مضى الكلم  في الريح في " البقرة " 
ورياح جمع كثرة وأرواح جمع قلة .  وأصل ريح روح . وقد خطئ من قال في جمع القلة أرياح .

بشرا فيه سبع قراءات :
1)  قرأ أهل الحرمين وأبو عمرو ( نشرا ) بضم النون والشين جمع ناشرعلى معنى النسب ، أي ذات نشر ; فهو مثل شاهد وشهد .
 ويجوز أن يكون جمع نشور كرسول ورسل .
 يقال : ريح النشور إذا أتت من ههنا وههنا . والنشور بمعنى المنشور ; كالركوب بمعنى
المركوب . أي وهو الذي يرسل الرياح منشرة . 

2) وقرأ الحسن وقتادة ( نشرا ) بضم النون وإسكان الشين مخففا من نشر 
 كما يقال : كتب ورسل . 

3) وقرأ الأعمش وحمزة ( نشرا ) بفتح النون وإسكان الشين على المصدر ، أعمل فيه معنى ما قبله ; كأنه قال : وهو الذي ينشر الرياح نشرا . نشرت الشيء فانتشر، فكأنها كانت مطوية فنشرت عند الهبوب .

ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من الرياح ; كأنه قال يرسل الرياح منشرة ، أي محيية ; من أنشر الله الميت فنشر ، كما تقول أتانا ركضا ، أي راكضا .

 وقد قيل : إن ( نشرا ) بالفتح من النشر الذي هو خلاف الطي على ما ذكرنا .
 كأن الريح في سكونها كالمطوية ثم ترسل من طيها ذلك فتصير كالمنفتحة .
 وقد فسره أبو عبيد بمعنى متفرقة في وجوهها ، على معنى ينشرها ههنا وههنا .

4) وقرأ عاصم : بشرا بالباء وإسكان الشين والتنوين جمع بشير ، أي الرياح تبشر بالمطر . 
وشاهده قوله : ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات . وأصل الشين الضم ، لكن
سكنت تخفيفا كرسل ورسل . 

5) وروي عنه ( بشرا ) بفتح الباء .

5)  قال النحاس : ويقرأ ( بشرا ) و " بشر " مصدر بشره يبشره بمعنى بشره " 

6) وقرأ محمد اليماني ( بشرى ) على وزن حبلى .

7) وقراءة سابعة ( بشرى ) بضم الباء والشين .
******************************************
قوله تعالى "حتى إذا أقلت سحابا ثقالاً "
 السحاب يذكر ويؤنث .
وكذا كل جمع بينه وبين واحدته هاء . 
ويجوز نعته بواحد فتقول : سحاب ثقيل وثقيلة . والمعنى : حملت الريح سحابا ثقال
بالماء ، أي أثقلت بحمله . يقال : أقل فلان  الشيء أي حمله .

"سقناه"
أي السحاب لبلد ميت أي ليس فيه نبات . يقال : سقته لبلد كذا وإلى بلد كذا .
وقيل : لأجل بلد ميت ; فاللام  لام  أجل .

والبلد كل موضع من الأرض عامر أو غير عامر خال أو مسكون  .

 والبلدة والبلد واحد البلد والبلدان . والبلد الأثر وجمعه أبلد .
قال الشاعر :
من بعد ما شمل البلى أبلدها

والبلد : أدحي النعام  . يقال : هو أذل من بيضة البلد ، أي من بيضة النعام التي يتركها . 

والبلدة الأرض ; يقال : هذه بلدتنا كما يقال بحرتنا . والبلدة من منازل القمر ، وهي ستة أنجم من القوس تنزلها الشمس في أقصر يوم  في السنة .

والبلدة الصدر ; يقال : فلن واسع البلدة أي واسع الصدر
قال الشاعر :
أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ = قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا

يقول : بركت الناقة فألقت صدرها على الأرض . والبلدة بفتح الباء وضمها : نقاوة ما بين الحاجبين ; فهما من الألفاظ المشتركة .

فأنزلنا به الماء أي بالبلد . وقيل : أنزلنا بالسحاب الماء ; لأن السحاب آلة لانزال الماء . ويحتمل أن يكون المعنى فأنزلنا منه الماء ; كقوله : يشرب بها عباد الله أي منها .
**********************************************
"فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون" 
الكاف في موضع نصب . أي مثل ذلك الخراج نحيي الموتى .

 وخرج البيهقي وغيره عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله ، كيف يعيد الله الخلق ، وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : أما مررت بوادي قومك جدبا ثم مررت به يهتز خضرا ؟ قال : نعم ، قال : فتلك آية الله في خلقه . 

وقيل : وجه التشبيه أن إحياءهم من قبورهم يكون بمطر يبعثه الله على قبورهم ، فتنشق عنهم القبور ، ثم تعود إليهم الرواح . 

وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون . وذكر الحديث .
 وقد ذكرناه بكماله في كتاب "التذكرة "والحمد لله .
 فدل على البعث والنشور ; وإلى الله ترجع الامور)) انتهى كلامه رحمه الله.

فبالمجمل الرياح تأتي منظمة فيما بينها تداخل وترتيب معين وهذا ما يسبب أن تكون مفيدة حيث ترد على الأماكن في أوقات معينة وبترتيب معين ومن هنا يكون البشر مستعدين لها بشكل ما مما يسبب أن تجلب لهم الخير لأنهم سيقومون بترتيب ما تسببه الرياح من رياح لواقح للنبات من جهة وهذا وجه قوي من وجوه التفسير وما تقوم  به قبل ذلك من تلقيح للسحاب ومن هنا سأستعرض معكم كيفية تشكل السحاب التي تدخلها مواد دخانية مركزة في مركزها مما يسبب الثقل الأولي وهو التلقيح الأولي الذي تضعه الرياح فيها فكما تساهم الرياح بلواقح النبات وهو من الأمورالثابتة علميا كما اوردنا في علم النبات فهي تجلب حبوب الطلع لتضعها في الأزهار غير الملقحة فتلقحها.

كذلك تفعل في السحاب فتقوم  بإدخال المواد المركزة الغازية الأولية التي تشكل نواة السحاب والتي تتجمع حولها الماء المبخر وهو الماء بشكله الغازي فتسبب بحصول بخار متكاثف حولها في السماء فيتجمع وكما أوليا كانت الرياح سببا في تلقيحه وتكوينه ستكون سببا في حمله الى اماكن اخرى كما يريد ربنا ويرضى:

ولنستعرض معكم شرح عام  للرياح وانواعها ولنرى مدى التنظيم الذي يكون فيها على عكس الريح التي تكون فجائية غير منظمة وتأتي بشكل تدميري هائل:
اليكم الرابط للتفصيل وخلاصة الامر في الشرح الموجز التالي:
https://marefa.org/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD

الرياح هي جندي من جنود الله لها أسباب وسير ونظام  نراه بشكل عال في انواع الرياح التي تاتي في الارض..

أسباب هبوب الرياح
السبب هو فرق في تسخين كتلة الهواء الموجودة على سطح الأرض من الشمس مما تسبب كتل باردة غير مسخنة تكون في الاسفل واخرى حارة عالية لأنها تعرضت للشمس فهكذا تبدأ الحركية التي تخرج منها الرياح.

هناك نوعان من الرياح السائدة ينتجان من الدورة الهوائية العامة.
فالرياح الغربية السائدة. تهب  نوعا ما من الغرب إلى الشرق في نطاق يقع بين خطي عرض 30° 60 ° شمالاً وجنوباً من خط الاستواء. وتنشأ هذه الرياح نتيجة لهبوب الهواء بعيدا عن خط الاستواء إلى مناطق بطيئة الحركة بالقرب من القطبين. وتحمل هذه الرياح الغربية السائدة خصائصها المناخية في اتجاه الشرق عبر جنوبي أستراليا ونيوزيلندا.

أما الرياح القطبية الشرقية فإنها تهب  نوعاً ما  من الشرق إلى الغرب،
في نطاق يقع بين القطبين، وبين خطي عرض 60 ° شمالاً  وجنوباً. 

أما فيما يخص الهواء على سطح الارض، والمتحرك بعيداً عن القطبين، فإنه يتحرك في اتجاه الغرب عبر نقاط أسرع في الحركة باتجاه خط الاستواء.

الدورات النسبية الشاملة للرياح
هي حركات الهواء حول مناطق صغيرة ذات ضغط مرتفع وضغط منخفض في الغلف الجوي. وتتكون هذه المناطق في نطاق الدورة العامة الكبر، ويتدفق الهواء نحو المناطق منخفضة الضغط، وتسمى مناطق الضغط الجوي المنخفض أو الاعاصير. ويتدفق الهواء من مناطق الضغط المرتفع والتي تسمى مناطق الضغط الجوي المرتفع أو الاعاصير المضادة. 

وبنظرة عامة نجد أن الرياح تتحرك باتجاه عقارب الساعة حول منطقة الضغط المرتفع وعكس اتجاه عقارب الساعة حول منطقة الضغط المنخفض في نصف الكرة الشمالي. 
وتنعكس هذه الاتجاهات في نصف الكرة الجنوبي. وتتحرك كل من مناطق الضغط الجوي المرتفع والضغط الجوي المنخفض  بشكل عام مع الرياح السائدة. وعندما تمر ببقعة معينة على سطح الارض يتغير اتجاه الرياح. فمنطقة الضغط الجوي المنخفض المتحركة في اتجاه الشرق عبر شيكاغو مثلاً ، ينتج عنها رياح، من شأنها أن تندفع من
الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.

وللرياح أنواع نوردها بحسب حركيتها وتم تصنيفها بناء على ذلك:

اولها ما يسمى بالرياح المحلية:
وتنشأ هذه الرياح فقط في مناطق معينة ومحدودة المساحة على سطح الارض.
 والرياح التي تنتج عن تسخين الارض أثناء الصيف وبرودتها أثناء الشتاء تسمى الرياح الموسمية. وهي تهب من المحيط خلال الصيف وصوب المحيط أثناء الشتاء. وتتحكم الرياح الموسمية في مناخ قارة آسيا ومن الرياح المحلية رياح الهرمتان ، ورياح السيروكو ، و رياح السموم ، و الهبوب ، و الخماسين.

وثانيها الرياح الدائمة:
وهي رياح تهب باستمرار وانتظام  طوال السنة وتنحصر في طبقات الجو السفلى، وتسمى عادة بأسماء الجهات الأصلية أو الفرعية التي تهب منها وتشمل الرياح الدائمة , الرياح التجارية , الرياح العكسية والرياح القطبية.

الرياح الموسمية
تهب الرياح الموسمية في فصول معينة من السنة، وسبب هبوبها هو أنه في فصل الصيف تكون الجهات الوسطى للقارات شديدة الحرارة لبعدها عن تأثير المحيطات فيسخن الهواء بها كثيراً ويخف وترتفع، ويحل محله رياح رطبة آتية من المناطق المرتفعة الضغط من البحار المجاورة فتسبب سقوط أمطار الغزيرة بإذن الله تعالى
 وفى فصل الشتاء ينعكس الحال وتصبح الجهات الداخلية بالقارات أبرد من جو البحار المحيطة بها، ولذا تهب الرياح من وسط القارة إلى المحيطات المجاورة وتكون جافة باردة، وأكثر ما تهب هذه الرياح الموسمية بصورة منتظمة على جهات آسيا الجنوبية الشرقية وأواسط إفريقيا والحبشة وشمال أستراليا وجنوب غرب الجزيرة العربية.

وهنالك أجهزة لقياس سرعة الرياح ، ومنها نعلم مدى انتظامها وحركيتها ونتوقع بهذا كيفية نتائج مرورها على أي منطقة على الأرض بإذن  الله 

وعندما تتواجد الرياح مع الماء بشكل بخار ماء يحصل التكاثف المسبب لتشكل السحب

كل هذه من االمور التي تدل على أن الرياح منظمة وذات ترتيب بديع وضعه الخالق عز وجل لنبات الحياة على الارض بشكل محكم ومدروس (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)).

أما عندما تسلك هذه الرياح سلوكا منفردا وتصبح موجهة توجيها محددا فعندها تتحول الى شيء آخر إلى سلاح تدميري بكل معنى الكلمة وهنا يأتي مفهوم الريح ومن هنا نجد تشكل شيء آخر مثل الاعاصير:
إليكم الفيديو التالي عن طريقة تشكلها حمانا الله واياكم منها:
https://www.youtube.com/watch?v=_O9iEdx0s4E

واليكم عددا من الصور عن مشاهد الريح أو ما يسمى الاعصار الذي هو ريح تدميرية تصل الى عشر أضعاف القنبلة الذرية فلنتأمل ونسبح بحمد ربنا

ومن هنا نفهم تدقيق الآيات على لفظة (بشرا بين يدي رحمته) فالأمر جلل ولولا رحمة الله تعالى لما كانت هذه الرياح خيرا وإنما كانت خطيرة جدا حمانا الله وإياكم وشملنا برحمته..

وفي الآيات التالية في سورة النور عن الودق في السحاب وكيفية تشكله لنا وقفة أخرى عن طريقة تشكل السحب بدقة وما الفرق بين الغيم والمزن والسحاب و السحاب الثقال وغيرها من ألفاظ كل منها لها معنى جديد يضيف شيئا رائعا في قوله تعالى وشرحه لنا عن خلق الكون وهو
في قوله تعالى :  "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" سورة النور اية( 43 ) 

إن شاء الله نفصل به لاحقا.

هذا ملخص للأمر ولو أردنا التوسع أكثر لوجدنا فيه تفصيل كبيرا جدا كما ترون ولكن أظن أن ما أوردناه فيه الكفاية إن شاء الله هذا والله أعلم
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
أخوكم د حيدر الجدي
8/4/1439
26/12/2017
*******************************************************************
قال تعالي " وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)

سبق و أن تكلمنا عن أثر القرآن المبهر علي النبات بالتجارب العلمية، و نذكر أن الايمان له أثر طيب علي اخراج الارض بركتها و هذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن نزول عيسي ابن مريم و ايمان أهل الارض التي ستزعن لهم و تخرج كل بركتها ،حتي تأكل الجماعة من الرجال في الرمانة الواحده و يستظلون بنبتها.

لماذا ننتظر خروج عيسى عليه السلام حتي تخرج الأرض بركتها، فلنخرجها نحن بالايمان و القرآن و لنا فيما سبق اشارات صريحة لا تخطئ كل ذى لب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق