السبت، 22 سبتمبر 2018

الجزء الحادي عشر - الربع السابع - الاعجاز العلمي




قال تعالي " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (87)

"و اجعلوا بيوتكم قبلة"

ورد في تفسير "و اجعلوا بيوتكم قبلة اكثر من تفسير يصل إلي اربعة أشهرها أن اليهود كانوا يخشون الصلاة في مساجدهم من علم فرعون و قومه فيبطشوا بهم و هو المشهور المتفق عليه، لكن هناك تفسير آخر و هو الأقل شهرة و اتفاقاً و هو ان يجعلوا بيوتهم في اتجاه القبلة و يبنوا بيوتهم في اتجاه القبلة.

هل من فوائد من جعل البيوت و المدن و العمران في اتجاه مركز الارض مكة؟
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura10-aya87.html



و هذا مقال رائع للاستاذ دكتور يحي وزيري يتحدث عن المدن الساجدة و يحث البناة و مطوروا المدن علي انشاء البيوت و المدن في اتجاه القبلة

المدن الساجدة ... التوجه للقبلة وأثره على العمران والبنيان - بــُـنــاة
http://www.bonah.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87-%D8%B9%D9%84/





تعالوا معاً نرسخ لأمر مهم جداً في تدبر القرآن سواء من ناحية الاعجاز أو فهم المعنى و ما يمكن ان يستفاد منه.

ما من امر او نهي ورد في القرآن او في السنة الصحيحة علي لسان من لا ينطق عن الهوى "محمد صلى الله عليه و سلم" إلا و هو الحق المحض و لو عارضه او نفاه او استهزأ به العلم الحديث او من يدعون انهم علماءه.



استهزأ الكفار و المنافقين و العلم الحديث و علماؤه من حديث الذبابة حتى ضعف و ذل من لهم باع كبير في العلم و رفض صحة الحديث بناءاً علي مخالفته للعقل و المنطق و العلم الحديث و منهم رحمة الله عليه الشيخ الخطيب محمد الغزالي الحديث، و جاء العلم بعدها صاغراً ذليل يقر بصحة الحديث و يكتشف أنواع من الاعجاز حرفياً كما نص الحديث.



مثلاً لو نهى الاسلام عن الأكل في آنية الذهب و الفضة، قل ما تشاء في تفسيره و انه من باب الاسراف و التشبه بالطغاة و تكون إلى الدنيا و زخرفها و مخافة الفتنة، كل هذا لا يخالفه أحد و هو الشائع و المطلوب وصوله لذهن القارئ و السامع البسيط، لكن يحق لنا ان نسرح قليلاً او كثيراً ،هل يضر الكافر الأكل فيهما، هل هذا الضرر عام أم خاص؟  و لو كان عاماً ماذا يضر الطهي في آنيتهما و لا يضر في اواني الفخار مثلاً او أي معدن آخر؟  هل هناك تفاعل ما يحدث بين الطعام و الذهب و الفضة يضر بالصحة؟  لماذا لا نبحث هكذا في مفهوم الآيات و تطبيقها عملياً و الاستفادة منها دنيوياً؟



لو نظرنا للآية الحالية "و اجعلوا بيوتكم قبلة " من نفس المنظور السابق، يتبادر للذهن، ما هي الفائدة من بناء البيوت و المدن باتجاه القبلة؟  و ما هو الأثر الهندسي و الفني و حتي الطقسي منها؟


كيف نستفيد بهذه الاشارة القرآنية" لو كان مفهومنا صحيح "من الناحية العلمية؟

أولاً ممكن اجراء دراسة عكسية، بمعني دراسة كل المباني في قرية ما أو مدينة و نقارن بين التي كانت في اتجاه القبلة و بين التي بنيت في اتجاهات مختلفة و بالأحرى عكسها، مع ثبيت العوامل الأخرى مثل " مماثلة البناء، و نفس الامكانات و غيرها" و لتكن تجمع سكني كل البيوت مبنية على نفس النمط و بنفس الامكانات لكن الاتجاهات مختلفة.

نقارن بين صلاحية المباني، و أثر عوامل التعرية في كل منها، و صلابة التربة و البنيان و غيرها مما يعلمه المهندسين و أنا به جاهل.

رواه أحمد ومسلم في رواية الخمسة إلا الترمذي قال‏:‏ ‏(‏إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروثة والرمة‏)‌‏.‏ وليس لأحمد فيه الأمر بالأحجار‏.

ثانياً نفس الكلام ينطبق علي الأضرار التي قد تلحق مستقبل القبلة و مستدبرها، و لعل هنا المثال أصبح اكثر توضيحاً ، فلو أسست المباني و المدن في اتجاه القبلة لسهل معرفة اتجاه القبلة و لتيسر تجنبها في الحمامات و الغائط و ما احتاج مسلم أن يسأل قط عن اتجاه القبلة في أي مكان حتي يتوجه القبلة فيصلي و يتجنب استقبالها او استدبارها عند أداء الحاجة.

نحن لم نثبت الفكرة هذه و لكنها محل دراسة و بحث. تخيلوا معي اخوتي الكرام لو ثبت ما استنبطناه من القرآن و السنة و نشر في المجلات الدوريات و المحافل العلمية و لقي قبول هناك فسينصح ببناء بيوت الكفار و ناطحات السحاب في بلاد يعبدون الأصنام كاليابان "من يصفونها بأنها من كوكب آخر"سيبنون بيوتهم و مدنهم اتجاه الكعبة!!!

و صدق ربي إذ يقول
 (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (4)

و القرآن نزل به جبريل من السماء، و نحن نخضع أعناق الكفار له بآياته المعجزات، حتي يتبين لهم انه الحق و يحيا من حي علي بينة و يهلك أيضا من هلك علي بينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق