( لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )
آل عمران (113)
ليس أهل الكتاب متساوين: فمنهم جماعة مستقيمة على
أمر الله مؤمنة برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، يقومون الليل مرتلين آيات القرآن الكريم،
مقبلين على مناجاة الله في صلواتهم
السؤال : متى تكون مذاكرة العلم ليلا أفضل من قيام
الليل بالنوافل؟
وقيام الليل لقراءة العلم المبتغى به وجه الله داخل
في هذه الآية، وهو أفضل من التنفل لمن يرجى انتفاع المسلمين بعلمه
(ابن عطية: 1/493)
**********************************************************************************
( يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )
آل عمران (114)
يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويأمرون بالخير كله،
وينهون عن الشر كلِّه، ويبادرون إلى فعل الخيرات، وأولئك مِن عباد الله الصالحين
السؤال : ما الذي دفع المؤمنين إلى المسارعة بالخيرات؟
(ويسارعون في الخيرات) أي: يبادرون إلى
فعل الخيرات والطاعات خوف الفوات بالموت مثلا، أو يعملون الأعمال الصالحة راغبين فيها
غير متثاقلين لعلمهم بجلالة موقعها وحسن عاقبتها. وهذه صفة جامعة لفنون الفضائل والفواضل،
وفي ذكرها تعريض بتباطؤ اليهود وتثاقلهم عن ذلك
(الألوسي: 4/34.)
**********************************************************************************
( وَمَا يَفْعَلُوا
مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
)
آل عمران (115
وأيُّ عمل قلَّ أو كَثُر من أعمال الخير تعمله هذه
الطائفة المؤمنة فلن يضيع عند الله، بل يُشكر لهم، ويجازون عليه. والله عليم بالمتقين
الذين فعلوا الخيرات وابتعدوا عن المحرمات؛ ابتغاء رضوان الله، وطلبًا لثوابه.
**********************************************************************************
( إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا
ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
آل عمران (116)
إن الذين كفروا بآيات الله، وكذبوا رسله، لن تدفع
عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئًا من عذاب الله في الدنيا ولا في الآخرة، وأولئك أصحاب
النار الملازمون لها، لا يخرجون منها.
**********************************************************************************
( مَثَلُ
مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ
حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ
أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
آل عمران (117)
مَثَلُ ما ينفق الكافرون في وجوه الخير في هذه الحياة
الدنيا وما يؤملونه من ثواب، كمثل ريح فيها برد شديد هَبَّتْ على زرع قوم كانوا يرجون
خيره، وبسبب ذنوبهم لم تُبْقِ الريح منه شيئًا. وهؤلاء الكافرون لا يجدون في الآخرة
ثوابًا، وما ظلمهم الله بذلك، ولكنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم وعصيانهم.
**********************************************************************************
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا
عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
)
آل عمران (118)
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه،
لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، تُطْلعونهم على أسراركم، فهؤلاء لا يَفْتُرون
عن إفساد حالكم، وهم يفرحون بما يصيبكم من ضرر ومكروه، وقد ظهرت شدة البغض في كلامهم،
وما تخفي صدورهم من العداوة لكم أكبر وأعظم. قد بيَّنَّا لكم البراهين والحجج، لتتعظوا
وتحذروا، إن كنتم تعقلون عن الله مواعظه وأمره ونهيه.
السؤال : ما رأيك بمن يتخذ مستشارين أو موظفين من
أعداء الإسلام؟ وما عاقبة ذلك؟
نهي عن استخلاص الكفار وموالاتهم, وقيل لعمر- رضي
الله عنه-: «إن هنا رجلا من النصارى لا أحد أحسن خطا منه، أفلا يكتب عنك؟» قال: «إذاًً
أتخذ بطانة من دون المؤمنين». (لا يألونكم خبالا) أي: لا يقصرون في إفسادكم.
(ابن جزي: 1/159.)
السؤال : بعض المسلمين قد يضطر إلى مخالطة غير المسلمين،
فماذا يفعل؟
وإنما العاقل من إذا ابتُلِيَ بمخالطة العدو أن تكون
مخالطة في ظاهره، ولا يطلعه من باطنه على شيء، ولو تَمَلَّقَ له وأقسم أنه من أوليائه.
(السعدي: 144.)
السؤال : لماذا نهى الله تعالى عن اتخاذ أعوان من
المشركين؟
أحبوا مشقتكم الشديدة وضرركم، وظهرت أمارات العداوة
لكم من فلتات ألسنتهم وفحوى كلماتهم، وما تخفي صدورهم من البغضاء أكبر؛ أي أعظم مما
بدا؛ لأنه كان عن فلتة، ومثله لا يكون إلا قليلا.
(الألوسي: 4/38.)
**********************************************************************************
( هَا أَنتُمْ
أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ
وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ
مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
)
آل عمران (119)
ها هوذا الدليل على خطئكم في محبتهم، فأنتم تحبونهم
وتحسنون إليهم، وهم لا يحبونكم ويحملون لكم العداوة والبغضاء، وأنتم تؤمنون بالكتب
المنزلة كلها ومنها كتابهم، وهم لا يؤمنون بكتابكم، فكيف تحبونهم؟ وإذا لقوكم قالوا
-نفاقًا-: آمنَّا وصدَّقْنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض بدا عليهم الغم والحزن، فعَضُّوا
أطراف أصابعهم من شدة الغضب، لما يرون من ألفة المسلمين واجتماع كلمتهم، وإعزاز الإسلام،
وإذلالهم به. قل لهم -أيها الرسول-: موتوا بشدة غضبكم. إن الله مطَّلِع على ما تخفي
الصدور، وسيجازي كلا على ما قدَّم مِن خير أو شر.
السؤال : من أي شيء كان التعجب في الآية الكريمة؟
فالعجب من محبة المؤمنين إياهم في حال بغضهم المؤمنين.
(ابن عاشور: 4/65.)
**********************************************************************************
( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ
تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا
لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
)
آل عمران (120)
ومن عداوة هؤلاء أنكم -أيها المؤمنون- إن نزل بكم
أمرٌ حسن مِن نصر وغنيمة ظهرت عليهم الكآبة والحزن، وإن وقع بكم مكروه من هزيمة أو
نقص في الأموال والأنفس والثمرات فرحوا بذلك، وإن تصبروا على ما أصابكم، وتتقوا الله
فيما أمركم به ونهاكم عنه، لا يضركم أذى مكرهم. والله بجميع ما يعمل هؤلاء الكفار من
الفساد محيط، وسيجازيهم على ذلك.
السؤال : ما الحكمة من منع اتخاذ الكفار والمنافقين
بطانة؛ أي مستشارين أو موظفين؟
من كانت هذه صفته من شدة العداوة والحقد والفرح بنزول
الشدائد على المؤمنين؛ لم يكن أهلا لأن يتخذ بطانة، لا سيما في هذا الأمر الجسيم من
الجهاد الذي هو ملاك الدنيا والآخرة.
(القرطبي: 5/281.)
السؤال : بين حال من رزقه الله تعالى الصبر والتقوى،
ومن حرمهما.
فالصبر يدخل فيه الصبر على المقدور، والتقوى يدخل
فيها فعل المأمور وترك المحظور. فمن رزق هذا وهذا فقد جمع له الخير، بخلاف من عكس فلا
يتقي الله، بل يترك طاعته متبعا لهواه، ويحتج بالقدر، ولا يصبر إذا ابتلي، ولا ينظر
حينئذ إلى القدر، فإن هذا حال الأشقياء.
(ابن تيمية: 2/133.)
**********************************************************************************
( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ
أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
)
آل عمران (121)
واذكر -أيها الرسول- حين خَرَجْتَ من بيتك لابسًا
عُدَّة الحرب، تنظم صفوف أصحابك، وتُنْزِل كل واحد في منزله للقاء المشركين في غزوة
"أُحُد". والله سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم.
السؤال : في الآية مدحٌ للنبي ﷺ ، وضِّح ذلك؟
أي: تُنَزِّلهم وترتبهم؛ كل في مقعده اللائق به،
وفيها أعظم مدح للنبي ﷺ ؛ حيث هو الذي يباشر تدبيرهم وإقامتهم
في مقاعد القتال؛ وما ذاك إلا لكمال علمه ورأيه، وسداد نظره، وعلو همته؛ حيث يباشر
هذه الأمور بنفسه وشجاعته الكاملة، صلوات الله وسلامه عليه.
(السعدي: 145.)
**********************************************************************************
( إِذْ هَمَّت
طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ )
آل عمران (122)
اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر بني سَلِمة وبني
حارثة حين حدثتهم أنفسهم بالرجوع مع زعيمهم المنافق عبد الله بن أُبيٍّ؛ خوفًا من لقاء
العدو، ولكن الله عصمهم وحفظهم، فساروا معك متوكلين على الله. وعلى الله وحده فليتوكل
المؤمنون.
**********************************************************************************
( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
)
آل عمران (123)
ولقد نصركم الله -أيها المؤمنون- بـ "بدر"
على أعدائكم المشركين مع قلة عَدَدكم وعُدَدكم، فخافوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛
لعلكم تشكرون له نعمه.
السؤال : ما وجه ذكر غزوة بدر عقب الحديث عن غزوة
أحد؟
لما ذكر تعالى قصة أُحُد أتبعها بذكر
قصة بدر؛ وذلك لأن المسلمين يوم بدر كانوا في غاية الضعف عدداًً وعتاداًً، والكفار
كانوا في غاية الشدة والقوة, ثم إنه تعالى نصر المسلمين على الكافرين، فصار ذلك من
أقوى الدلائل على أن ثمرة التوكل عليه تعالى والصبر والتقوى هو النصر والمعونة والتأييد.
(القاسمي: 2/402.)
**********************************************************************************
( إِذْ تَقُولُ
لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ
الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ )
آل عمران (124)
اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر أصحابك في
"بدر" حين شقَّ عليهم أن يأتي مَدَد للمشركين، فأوحينا إليك أن تقول لهم:
ألن تكفيكم معونة ربكم بأن يمدكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين من السماء إلى
أرض المعركة، يثبتونكم، ويقاتلون معكم؟
**********************************************************************************
( بَلَىٰ ۚ إِن
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم
بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ )
آل عمران (125)
بلى يكفيكم هذا المَدَد. وبشارة أخرى لكم: إن تصبروا
على لقاء العدو وتتقوا الله بفِعْل ما أمركم به واجتناب ما نهاكم عنه، ويأت كفار
"مكة" على الفور مسرعين لقتالكم، يظنون أنهم يستأصلونكم، فإن الله يمدكم
بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين أي: قد أعلموا أنفسهم وخيولهم بعلامات واضحات.
**********************************************************************************
( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ
إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا
مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )
آل عمران (126)
وما جعل الله هذا الإمداد بالملائكة إلا بشرى لكم
يبشركم بها ولتطمئن قلوبكم، وتطيب بوعد الله لكم. وما النصر إلا من عند الله العزيز
الذي لا يغالَب، الحكيم في تدبيره وفعله.
السؤال : هل ربنا سبحانه بحاجة للمجاهدين؟ وما الذي
يفيده المجاهد من ذلك؟
أي: وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالها إلا
بشارة لكم، وتطييباً لقلوبكم، وتطميناً، وإلا فإنما النصر من عند الله، الذي لو شاء
لانتصر من أعدائه بدونكم، ومن غير احتياج إلى قتالكم لهم؛ كما قال تعالى بعد أمره المؤمنين
بالقتال: (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض) [محمد: 4].
(ابن كثير: 1/380.)
السؤال : ما المصدر الوحيد للنصر؟
(وما جعله الله) يعني: هذا الوعد والمدد،
(إلا بشرى لكم) أي: بشارة لتستبشروا به، (ولتطمئن) : ولتسكن، (قلوبكم به) فلا تجزعوا
من كثرة عدوكم وقلة عددكم، (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) يعني: لا تحيلوا
بالنصر على الملائكة والجند؛ فإن النصر من الله تعالى، فاستعينوا به، وتوكلوا عليه؛
لأن العز والحكم له.
(البغوي: 1/415.)
**********************************************************************************
( لِيَقْطَعَ
طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ
)
آل عمران (127)
وكان نصر الله لكم بـ "بدْر" ليهلك فريقًا
من الكفار بالقتل، ومن نجا منهم من القتل رجع حزينًا قد ضاقت عليه نفسه، يَظْهر عليه
الخزي والعار.
**********************************************************************************
( لَيْسَ لَكَ
مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ
)
آل عمران (128)
ليس لك -أيها الرسول- من أمر العباد شيء، بل الأمر
كله لله تعالى وحده لا شريك له، ولعل بعض هؤلاء الذين قاتلوك تنشرح صدورهم للإسلام
فيسلموا، فيتوب الله عليهم. ومن بقي على كفره يعذبه الله في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه
وبغيه.
السؤال : من خلال هذه الآية: كيف ترد على من تعلق
بالأنبياء والصالحين من دون الله؟
وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على
اختيار العباد، وأن العبد- وإن ارتفعت درجته وعلا قدره- قد يختار شيئاًً وتكون الخيرة
والمصلحة في غيره، وأن الرسول ﷺ ليس له من الأمر شيء، فغيره من باب أولى؛
ففيها أعظم رد على من تعلق بالأنبياء أو غيرهم من الصالحين وغيرهم، وأن هذا شرك في
العبادة، ونقص في العقل؛ يتركون مَن الأمر كله له، ويَدْعُون من لا يملك من الأمر مثقال
ذرة.
(السعدي: 147.)
السؤال : ما فائدة إخبار المسلمين بأن النصر من عند
الله سبحانه وتعالى؟
فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب، بل الأسباب
فيها طمأنينة لقلوبكم، وأما النصر الحقيقي الذي لا معارض له فهو مشيئة الله لنصر من
يشاء من عباده؛ فإنه إن شاء نصر من معه الأسباب كما هي سنته في خلقه، وإن شاء نصر المستضعفين
الأذلين؛ ليبين لعباده أن الأمر كله بيديه، ومرجع الأمور إليه.
(السعدي: 146.)
**********************************************************************************
( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
آل عمران (129)
ولله وحده ما في السموات وما في الأرض، يغفر لمن
يشاء من عباده برحمته، ويعذب من يشاء بعدله. والله غفور لذنوب عباده، رحيم بهم.
**********************************************************************************
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ )
آل عمران (130)
يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه احذروا
الربا بجميع أنواعه، ولا تأخذوا في القرض زيادة على رؤوس أموالكم وإن قلَّت، فكيف إذا
كانت هذه الزيادة تتضاعف كلما حان موعد سداد الدين؟ واتقوا الله بالتزام شرعه؛ لتفوزوا
في الدنيا والآخرة.
السؤال : ما العلاقة بين النهي عن الربا والأمر بالتقوى؟
اجعلوا بينكم وبين مخالفة نهيه عن الربا وقاية؛ بالإعراض
عن مطلق محبة الدنيا والإقبال عليها؛ لتكونوا على رجاء من الفوز بالمطالب؛ فمن له ملك
الوجود وملكه فإنه جدير بأن يعطيكم من ملكه إن اتقيتم, ويمنعكم إن تساهلتم.
(البقاعي: 2/152.)
**********************************************************************************
( وَاتَّقُوا
النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )
آل عمران (131)
اجعلوا لأنفسكم وقاية بينكم وبين النار التي هُيِّئت
للكافرين.
**********************************************************************************
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
آل عمران (132)
وأطيعوا الله -أيها المؤمنون- فيما أمركم به من الطاعات
وفيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء، وأطيعوا الرسول؛ لترحموا، فلا تعذبوا.
**********************************************************************************
و نختم ببعض التوجيهات
و الأعمال المستنبطه من الآيات
*****************************************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق