قال تعالي
*( فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )*
الدخان (23)
السير ليلا
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)
هل تطوى الأرض ليلا حقيقة لا مجازا ؟
أمر الله سيدنا موسى و سيدنا لوط بالفرار و من معهم ليلا
مفهموم ان الليل للتخفي
لكن هل هناك ميزة أخرى للسير ليلا؟
روى الإمام مالك عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن أبيه، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتْ الْأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا، وَعَلَيْكُمْ بِسَيْرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى الطَّرِيقِ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوَى الْحَيَّاتِ».
هل الأرض تتمدد نهارا و تنكمش ليلا ؟
تعالوا ندرس طي الأرض كمثال محتمل للاعجاز العلمي خطوة خطوة.
أولاً حث القرآن عدد من الأنبياء الرحيل ليلا مع قومهم او أهلهم كما في قصة سيدنا موسى و لوط عليهما السلام، لاشك أن حالهما كان الهروب و الليل أفضل و أخفى لكن قد يكون أسرع أيضا فعندما يدرك مطاردوهم الوقعة الحدث يكونوا قد سبقوهم بالمسافة و الوقت و ربما يكون طي الأرض ليلا أبعد للمسافة مما لو كان السبق نهارا.
ثانيا : قوله صلى الله عليه و سلم " و عليكم بسير الليل ،فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار" تأكيد أن زمن الرحلة الليلية أقل من النهارية و لم يعترض عليه أحد في زمنه و لا من بعده كأنه حقيقة ملموسة يقينية.
ثالثا : الوحيان القرآن و السنة المطهرة من الله سبحانه و تعالى، الآية أو الحديث لهما تفسير ظاهر واضح كما ورد في مختلف التفاسير أو حتى ما يفهمه القارئ العربي البسيط، لكنه مع الزمن و التدبر تظهر معاني استحالت على المفسرين و القراء الوصول لمعانيها و عجائبها و أسرارها، و من الأمثلة على ذلك قوله تعالى "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ (3)بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (4).
ذكر المفسرون تعجب الكفار من جمع عظامهم بعد أن بليت بعد موتهم فتعالى القرآن على الكفار بجمع و تسوية عظام الأصابع الصغيرة فكيف بالكبيرة ،و كان هذا التفسير سائدا لعصور كثيرة و لم يكن يحلم المفسرون وقتها أن الآية تشير أيضا إلى تمايز و اختلاف بلايين البشر فيما بينهم من لدن آدم إلى أن يرث الله البشرية في بصمات البنان و الأصابع، و الأمثلة في القرآن والسنة لا و لن تعد أو تحصى إلى يوم الدين.
من علمه صلى الله عليه و سلم أن الأرض تطوى ليلا حتى يحدث عنها بالاخبار كانها حقيقة كونية لا شك فيها و لا معارض إلى يوم الدين؟
خامسا : الحقيقة العلمية أن جميع أو معظم الأشياء تتمدد بالحرارة و تنكمش بالبرودة، و خاصة المعادن، و الأرض مَلأى و مكتظة بالمعادن تحت ظغط و حرارة شديدتين في جوفها، فكيف يكون حالها في النهار تحت أشعة الشمس و حالها في الليل بعد غياب الشمس و انخفاض الحرارة؟
لا شك أن الأرض عامة تتمدد و تتسع نهارا و تنكمش و تنطوي ليلا.
الإثبات أو النفي لهذا الطرح يكون بتجارب عمليه سهله.... مثلا تقوم برحلة ما تظبط عداد سرعة السيارة عند سرعة معينة لمسافة محددة (ولتكن ١٠٠ كيلو متر مثلا) الساعة الثانية عشر مساء... والساعة الثانية عشر ظهرا.... وتراقب الوقت الذي استغرقت الرحلة في الحالتين... فإذا وجدت اختلافا في زمن نفس الرحلة بنفس السرعة فهذا هو الدليل...... ولكني اقول انه ربما الفارق يكون في هدؤ الحركة ليلا... وخلو الطرقات من زحام النهار.. مما يساعد على طي المسافات أسرع وأسهل... والله أعلم...
رابعا : التفسير السائد لطي الأرض ليلا كما ذكره شيخنا العلامة بن باز رحمه الله.
و هو تسهيل السفر بالليل على المسافر و الدابة و نحوها و هذا لا شك في صحته و نؤيده و لا نناقضه البتة لكن هل هناك معنى آخر أو تفسير زائد أو إشارة علمية كونية إلى تمدد الأرض نهارا و انكماشها ليلا؟ و لما لا؟ فلو أثبتنا هذا الطي بحقائق من العلم الحديث أو بتجارب علمية و دراسات تثبت الاشارة العلمية لتغير مفهومنا عن الاعجاز العلمي في الوحيين و حولناها لآية تخضع أعناق كل من كفر أو شك في هذا الكتاب أو السنة الصحيحة أنها من عند الخالق القادر وحده سبحانه و أقمنا عليهم الحجة الدامغة التي لا مفر منها.
طرح جميل استاذ شريف لكن لتحصيل النتائج دقيقة و مرضية تبنى عليها حقائق لابد من تثبيت كل العوامل الخارجية مثل قوة الرياح و انحناءات الطريق و ثبات كفاءة المركبة و غيرها.
https://www.flyingway.com/vb/showthread.php?t=25471
هذا الموقع مختص بأحوال الطيران و به عدد من الطيارين يتساءلون لماذا تختلف أزمنة بعض الرحلات ذهابا و ايابا و كانت ردودهم علمية مختلفة اللافت للنظر أمران أولهما، أنهم ،و هم أهل خبرة ليس عندهم جواب شاف، أما الثاني فهو آخر تعليق.
"رحلة من دبي إلى نيويورك الذهاب نهارا استغرقت 14.5 ساعة أما العودة كانت ليلا و استغرقت 13 ساعة فقط أي الرحلة الليلية أقل ساعة و نصف عن النهارية" !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق