بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله،
نبدأ رحلة جديدة مع الاعجاز العلمي في كلام رب العالمين فى رحاب ايات الربع الحالى.
قال تعالي " وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)
لك ان تتخيل كتاب نزل من السماء علي بقعة معينة من الأرض قرية كانت أو مدينة لينتشر هذا الكتاب حول هذه البقعة كحجر سقط في البحر فأحدث أمواجاً دائرية تتسع شيئا حتي تعم الكون كله، كذا القرآن نزل في مركز الأرض لينشر النور و الهداية لاهل الارض جميعاً.
و هذا مقال جميل و رائع للدكتور حيدر الجدي عن توسط مكة للكرة الأرضية لنعلم قيمة كل كلمة ذكرت في القرآن و مدلولها و ما عرفنا منه إلا القليل.
مكة المكرمة أم القرى:


لفظ عجيب وجميل أطلقه
الله على مكة المكرمة وجعلها تخلد الى يوم الدين حتى في المعاجم عندما تقول ام
القرى تأتيك مكة المكرمة :
جاء في قاموس المعجم
الوسيط تعريف و معنى أم القرى كالآتي:
أمّ
القرى
مَكّة
: أي أهلها
سورة : الشورى ، آية رقم : 7
سورة : الشورى ، آية رقم : 7
المعجم: كلمات القران
أم
القرى
مكّة :
أي أهلها
سورة : الانعام ، آية رقم : 92
سورة : الانعام ، آية رقم : 92
المعجم: كلمات القران
أم القرى
وهي مكة
أُمّ: (اسم)
الجمع : أُمّات ،
و أُمّهات
والِدة ، وتُطْلق على الجِدَّة ،
متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا ،
أمُّ البشر : حوّاء ،
أمُّ الخبائث : الخمر ،
أمُّ الرَّأس : الدِّماغ ،
أمُّ القُرى : مكّة المكرّمة ،
أمُّ الكتاب : فاتحته ، سورة الفاتحة ،
أمّهات الصحف : الجرائد البارزة ،
أمّهات الكتب : المصادر الأساسيَّة المهمَّة ،
اللُّغة الأُمّ : اللغة الأولى
التي يمتلكها الفردُ ، اللغُّة الأصل التي تتفرَّع إلى لغات ،
وكله يدل على انها اصل القرى
واساسها ومن ترجع القرى اليها أي أنها المكان الذي خرج منه كل شيء وهذا ما في
معناه ان مكة المكرمة هي الاصل في الانشاء عندما أنشأها الله اوليا بيدي نبيه آدم
عليه الصلاة والسلام وهي الوجهة التي جعل العالم كله يتجه نحوها لاحقا حيث أعاد
بناء البيت فيها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فهي منطلق خروج البشر واليها
منتهى وجهتهم لذا قال تعالى:
(إن أول بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا
وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)سورة آل عمران.
فمن أسماها أم القرى وجعل المبدأ منها وأعاد
تجديد عمارتها لتؤمها الناس لم يذكرها فقط كأمر عرضي وإنما كانت هي مركز كل شيء
ومعاد كل شيء وفيها توسط لكل شيء فهي أول بناء على الارض بنص كتاب الله:
(إن أول بيت وضع للناس).
فهي أم وسائر القرى هي بنات لها ومنها الحقيقة
الجيولوجية التي تقول بانها وسط الارض ولذا كان منها النداء ومنها نادى سيدنا
إبراهيم والله بلغ بقدرته..
ومكة مأخوذة من المكاكة أي المخ وهي في لب العظم
أي داخله متوسة لبنتيه وهو ما حقيقة ثبت جيولوجيا.
فكانت
مكة هي مركز التوجه الذي منه سينطلق الوحي ومنه سينذر الناس في عموم الارض:
قال
تعالى:
(وَكَذَٰلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ
حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7))سورة الشورى.
جاء في تفسير الطبري:
القول في تأويل قوله
تعالى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ
الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ
فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(7)
يقول تعالى ذكره: وهكذا( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) بلسان العرب, لأن الذين أرسلتك إليهم قوم عرب, فأوحينا إليك هذا القرآن بألسنتهم, ليفهموا ما فيه من حجج الله وذكره, لأنا لا نرسل رسولا إلا بلسان قومه, ليبين لهم ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى ) وهي مكة ( وَمَنْ حَوْلَهَا ) يقول: ومن حول أم القرى من سائر الناس.
يقول تعالى ذكره: وهكذا( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) بلسان العرب, لأن الذين أرسلتك إليهم قوم عرب, فأوحينا إليك هذا القرآن بألسنتهم, ليفهموا ما فيه من حجج الله وذكره, لأنا لا نرسل رسولا إلا بلسان قومه, ليبين لهم ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى ) وهي مكة ( وَمَنْ حَوْلَهَا ) يقول: ومن حول أم القرى من سائر الناس.
فلم كان الخطاب الى
من حولها أي كأنها تتوسط من حولها لذا كان النداء سيصل لهم لا محالة..
إليكم مجموعة من
الأبحاث الموثقة عن بعض علمائنا الكرام حول هذا الامر:
الاول هو بحث قام به
الدكتور يحيى وزيري وقد أجيز لاحقا على هذا ضمن دراسة علمية على أساس خطوط الطول
والعرض بدقة بالغة وقد قدمته الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن الكريم في
فيديو شامل واليكم رابط الفيديو أتمنى أن تروه لانه شائق وسيذهلكم بدقته فعلا:
البحث بحد ذاته بديع
واعجازا بكل المقاييس.
ورد في بحث آخر
للدكتور زغلول النجار ما نصه:

((توسط مكة المكرمة لليابسة:
يفسر دلالة النص القرآني { أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } كانت
حركة الاستشراق في جذورها حركة استخبارية, تجسسية حقيرة, معادية للإسلام
والمسلمين, حريصة على تصيّد كل فرصة لمهاجمة دين الله الخاتم بدون وجه حق, ومن
القضايا التي أثاروها زوراً اقتطاع هذا النص الكريم الذي نحن بصدده { وَلِتُنذِرَ
أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } من القرآن كله وقصره على أهل مكة وبعض القرى من
حولها, واعتباره معارضاً للعديد من النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية
الشريفة التي تؤكد عالمية الرسالة الخاتمة، من مثل قول الحق تبارك وتعالى مخاطباً
خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِين } [الأنبياء:107] وقوله عز من قائل { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ
كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
} [سبأ:28].
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: « أُعْطِيتُ خَمْسَاً لَمْ
يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي » وذكر منهن: « وَكَانَ النَّبِيُّ
يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّة وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّة » . وفي
محاولة علمية جادة لتحديد الاتجاهات الدقيقة إلى القبلة (أي إلى الكعبة المشرفة)
من المدن الرئيسية في العالم باستخدام الحاسوب (الكمبيوتر)، ذكر الأستاذ الدكتور
حسين كمال الدين رحمه الله برحمته الواسعة (الذي شغل درجة الأستاذية لمادة المساحة
بكلية الهندسة في عدد من الجامعات والمعاهد العليا مثل جامعات القاهرة,
وأسيوط, والرياض, وبغداد, والأزهر الشريف, والمعهد العالي للمساحة
بالقاهرة) أنه لاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات, أي
أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة المكرمة توزيعاً منتظماً, وأن هذه
المدينة المقدسة تعتبر مركزاً لليابسة, وصدق الله العظيم إذ يقول { وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ
حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ
وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [الشورى:7]. وقد ثبت علمياً أن القارات السبع التي
تكون اليابسة على أرضنا في هذه الأيام كانت في الأصل قارة واحدة ثم تفتتت بفعل
الصدوع والخسوف الأرضية إلى تلك القارات السبع التي أخذت في التباعد عن بعضها
البعض ولا تزال تتباعد, وبمتابعة جهود الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين رحمه
الله برحمته الواسعة، وجدت أنه في كل الحالات واليابسة قطعة واحدة,
وبعد تفتتها إلى القارات السبع مع قربها من بعضها البعض وفي كل مراحل
زحف هذه القارات ببطء شديد متباعدة عن بعضها البعض حتى وصلت إلى أوضاعها
الحالية, في كل هذه الحالات كانت مكة المكرمة دائماً في وسط اليابسة.
وقد ثبت علمياً أيضاً أن أرضنا في مرحلة من مراحلها الابتدائية كانت
مغمورة غمراً كاملاً بالماء, ثم فجر الله تعالى قاع هذا المحيط الغامر بثورة
بركانية عارمة عن طريق تصدع وخسف هذا القاع, وأخذت الثورة البركانية تلقي بحممها
فوق قاع هذا المحيط لتبني سلسلة من سلاسل جبال أواسط المحيطات, ومع ارتفاع أعلى
قمة في تلك السلسلة فوق مستوى سطح ماء هذا المحيط الغامر تكونت أول مساحة من
اليابسة على هيئة جزيرة بركانية تشبه العديد من الجزر البركانية المتكونة في أواسط
محيطات اليوم كجزر اليابان, الفلبين, أندونيسيا, هاواي, وغيرها. ويروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الشريف: « كَانَتِ الكَعْبَةُ خَشْعَةً عَلى
المَاءِ فَدُحِيَتْ مِنْهَا الأَرْضُ » ،
وهذا الحديث ذكره الهروي في غريب الحديث(362/3) وذكره الزمخشري في
الفائق في غريب الحديث(371/1), وذلك لأن مدلوله العلمي سابق لزمانه بألف
وأربعمائة سنة; والخشعة هي الأكمة المتواضعة; فهل يمكن أن تكون أرض الكعبة
المشرفة أول جزء من اليابسة ظهر فوق سطح المحيط الذي غمر الأرض في مراحلها الأولى؟
هذا سؤال لم تكتمل الإجابة عليه بعد)).
رابط المادة:
رابط المادة:
وهكذا نجد أن الكعبة المشرفة لم تختر عبثا بل هو اختيار دقيق من خالق الأرض
والسماء وهو الاعلم بمركز الارض الذي بالتوجه اليه يعاد توازن الانسان حقيقة
لاخيالا ولا توهما..
والمسلمون عندما يتجهون الى الكعبة المشرفة فهم يعودون الى مركز
اليابسة على الارض وهو الذي يسبب اعادة التوازن الحقيقي لكل من يتجه اليه فهو امر
رباني له معنى جغرافي وتأثير واقعي وليس مجرد اختيار عشوائي فمن اختاره هو خالق كل
شيء وهو أعلم بمن خلق ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) والحمد لله الذي تتم
بنعمته الصالحات والله أعلم..
دحيدر الجدي
5/2/1439
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق