قال تعالى "إن
مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"
هذا هو أكثر التفاسير المتداولة في كتب التفسير،
و هو تفسير صحيح تماما، لكن لو نظرنا إلى الآية نجد أن لها اتجاه آخر، فالخالق
سبحانه ساوى بين خلق آدم و عيسى عليهما السلام و لم يعظم خلق أحدهما على الآخر في
هذا الموضع ، و الأولى أن خلق آدم أعظم و أكثر إعجازا من خلق عيسي عليهما السلام،
فالأول خلق بدون أب أو أم و الثاني من أم بلا أب، لكنه سبحانه أردف العلة و وضح
السبب في المساواة و الندية ،
حيث قال "خلقه من تراب" فكلاهما مخلوق من تراب و من عناصر هذه التربة الواحدة .
حيث قال "خلقه من تراب" فكلاهما مخلوق من تراب و من عناصر هذه التربة الواحدة .
و هكذا فصيلة الانسان من لدن آدم المخلوق الانسان
الأول مرورا بعيسى إلى آخر إنسان تقوم عليه القيامة، مخلوق طيني ينتمي إلى الأرض و
لا ينتمي إلى السماء بجسده، فأنى له أن يكون ملكا أو إلها؟؟؟، حاشاه فهو لم يخلق
من نور بل من طينة الأرض فالاثنان عبدان مخلوقان من طين، أما كون مكوناته الجسدية
ثابتة على مدار الخليقة.
فهذا
ينسف نظرية الاختيار و الترقي لدارون التي تتحدث عن تطور الانسان من قرد إلى وضعه
الحالي، نسفا هائلا،حيث أن مكونات جسم الانسان هي نفسها التربة التي خلقه الله
منها بنسب عجيبة
و أعتقد لذلك ساوى
المولي بين عيسى و آدم في الخلق و علمنا أن تكوينهما تكوينا أرضيا خالصا لا يتحول
منها إلى خلقا آخر بحال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق